حكاية سدس الأمراء التي زارها السيسي بيني سويف .. أصل التسمية
سدس الأمراء هي قرية تقع جنوب بني سويف في مصر، زارها الرئيس السيسي الأسبوع الماضي لافتتاح مجموعة من المشروعات الخدمية بالقرية نفذتها مبادرة حياة كريمة، ومنها مجمع مدارس بالقرية.
ومنذ زياره الرئيس عبد الفتاح السيسي لقرية سدس الأمراء وهي تحظى باهتمام إعلامي سواء عبر القنوات التليفزيونية أو صانعي المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب ، إلا أن الملفت هو النطق الخطأ لاسم القرية أو المركز التابع لها.
ومن هذا المنطلق يقدم موقع الأول اشهر المعلومات وسبب التسمية التي أطلقت على قرية سدس الأمراء التابعة لمركز ببا بمحافظة بني سويف.
سدس الأمراء قرية الألفية
وتعرف سدس الأمراء بقرية الألفية ، حيث ترتبط تاريخياً بالرقم 1000 ، إذ أنها كانت محتلة من الرومان لمدة وصلت إلى 1000 عام كامله، ونجح الفتح الإسلامي في تحريرها من قبضه الرومان عام 93 هجريا .
روايتان حول إسم سدس الأمراء
وبحث موقع الأول حول أصل تسمية القرية وجد أكثر من رواية حيث أطلق على القرية بعد الفتح الإسلامي اسم ” سدس الأمراء” نظرا لأن سدس جيش عمرو بن العاص بقي لحماية أهل القرية من محاولات عودة الرومان بالهجوم المضاد عليها، وطارد بقية الجيش الرومان في صحاري الصعيد لعدم عودتهم ومهاجمة الأهالي من جديد، وكان الجيش حينها مكون من 6 ألوية على رأس كل لواء أمير وعندما بقيت سدس القوة ونحجت في حماية القرية وتحريرها أطلق الأهالي على المنطقة لقب سدس الأمراء تخليداً لمعركة التحرير من الرومان وواجب الحماية للأهالي العزل.
ويذكر الباحثين رواية أخرى في قصة تحرير قرية سدس من الرومان ، حيث وضع قائد ألوية الجيش السته وكان يدعى بن شديد أحد أقارب سيدنا عمرو بن العاص خطة لمحاصرة الرومان في منطقة قريبة، فأشاع بأنه لم يبقى من ألوية جيش المسلمين إلا سدس الأمراء يعني لواء واحد في هذه المنطقة ، وصل الخبر لجواسيس الرومان الذين أبلغوا الرومان بالأمر وخرجوا على المسلمين بهذه المنطقة ، ظنا منهم أنهم سيجدون سدس الجيش فقط لكنهم فوجئوا بتواجد ست ألوية كامله لجيش المسلمين ولقوا حينها هزيمة ساحقة وتمكنوا الأمراء السته من تحرير القرية ، ومنذ 93 هجريا ويحتفل أهالي القرية بتلك المناسبة كل عام وتخليدا للمعركة أطلقوا على القرية سدس الأمراء.
عاش الأمير أحمد بن شديد بن الغطفاني الذي يعد أحد أشقاء والدة سيدنا عمرو بن العاص ، في القرية حتى توفى ودفن فيها ، وقبل ذلك كان قد بنى مسجدا بالقرية أطلق عليه اسمه، ولا زال متواجد حتى الآن واقيم به صريحاً لبن شديد بعد وفاته.
سدس الأمراء أقدم من أمريكا
تعد قرية سدس أقدم من أمريكا بألفين ومئتي سنة، حيث تشير الخرائط الجغرافية القديمة إلى وجود سدس ومقابر رومانية في المنطقة، مما يدل على أن القرية شهدت الفترة الزمنية لاحتلال الرومان لمصر والفتوحات الإسلامية التي أدت إلى طرد الرومان.
أماكن سدس التاريخية والأثرية
يوضح موقع الأول أن قرية سدس بها مجموعة من الآثار التاريخية ، حيث يوجد في القرية مسجد الأمير أحمد بن شديد، وعلى الرغم من تغير مظهره الخارجي، إلا أن مئذنته التاريخية الأثرية لا تزال موجودة بحالتها الأصلية. بالإضافة إلى ذلك، يوجد ضريح الأمير الملاصق للمسجد، الذي يحتوي على القبر والمقام، قبل أن يتم تضمين المسجد في مديرية الأوقاف، كانت هناك عائلة تُدعى “أبو سيدنا”، ونسبها يرجع إلى الصحابي الجليل “معاذ بن جبل”، كانت هذه العائلة تعمل على خدمة المسجد والضريح، بالإضافة إلى أنها كانت تتولى الخطابة أيضًا.
بجوار ضريح الأمير، يوجد شجرتان تُدعى “دقن الباشا”، وهما شجرتان ذات قيمة أثرية، حيث يصل عمرهما إلى ما يقرب من 1344 سنة، وهذا يعادل عمر القرية نفسها، سقطت إحدى هاتين الشجرتين قبل سنوات قليلة، ولكن الأخرى لا تزال قائمة حتى الآن، ويعتبر الأهالي هذه الشجرة مباركة ويستخدمونها في علاج أمراض البهاق والأمراض الجلدية وآلام الأسنان.
تشتهر القرية بوجود تسعة أضرحة لأولياء الله الصالحين، التي تمثل عصورًا قديمة وحديثة. في العصور القديمة، توجد أضرحة الأمير أحمد بن شديد، والشيخ الضبوصي، والأربعيني، والحداد، وموسى، وسليم، وبركات. بالإضافة إلى ذلك، يوجد أحمد مرزوق ومحمد الفاتح، اللذان يمثلان العصر الحديث. وبجانب ذلك، هناك ثلاثة آبار أثرية قديمة تُدعى أبازيد والأربعيني ومبارك. كان الأهالي يروون ماشيتهم من مياه هذه الآبار بدلاً من مياه الترع، وكانوا يستخدمون دلوًا مربوطًا بحبل لسحب المياه من أسفل البئر إلى حوض يوجد في الأعلى. وكانوا يُقدمون كمية من القمح لخادم البئر والمسؤول عنه كتعويض عن هذه الخدمة. ولا يزال بئر الأربعيني موجودًا في القرية، ويستخدمه الأهالي عندما ينقطع الماء لسقي الماشية، بالإضافة إلى أن يعتبر مزاراً سياحياً.
كتب أحمد وجيه