في لحظة فارقة من تاريخ المنيا، تجلّت فيها الإرادة السياسية والإدارية الصادقة، خطا اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، خطوة جريئة لطالما انتظرها المواطن البسيط، الحالم بوسيلة نقل تحفظ كرامته وتضمن سلامته.. فكان القرار: "المنيا بلا بيك أب".

واليوم، تتوّج تلك الرؤية الثاقبة بمشهد حضاري رائع، حيث شهد المحافظ تسليم الدفعة الثانية من سيارات الميكروباص الحديثة، وعددها 200 مركبة، ضمن مشروع تطوير منظومة النقل الجماعي، بالتعاون المثمر مع البنك الزراعي المصري. مشهد لم يكن مجرد تسليم سيارات، بل إعلان رسمي عن بداية عصر جديد من الأمان والاحترام في شوارع المحافظة.

محافظ بقلب قائد وشغف ابنٍ لبلده

لم يكن الأمر مجرّد تعليمات تُلقى من مكاتب مغلقة، بل كان ثمرة جولات ميدانية، واستماع حقيقي لنبض الشارع، وإيمان عميق بأن النقل ليس مجرد انتقال، بل حق إنساني أصيل. من هنا، أطلق اللواء عماد كدواني شرارة التغيير، واضعًا المواطن في قلب المعادلة، ومستندًا إلى خطط مدروسة، وموارد محلية جرى توظيفها بذكاء لخدمة الهدف الأسمى.

وقد أكد المحافظ، في كلمته خلال الفعالية، أن هذه المبادرة تمثل تحولًا جذريًا في قطاع النقل، ليس فقط من حيث الوسائل، بل من حيث المفهوم.. فقد ولّى زمن "النقل العشوائي"، وجاء عهد الوسائل الآمنة، النظيفة، والمُنظمة، التي تليق بمحافظة عريقة مثل المنيا.

ثمار بدأت تنضج.. وأرقام تتحدث عن النجاح

ما بين فبراير ويوليو، رسمت المنيا خريطة جديدة على صعيد السلامة المرورية؛ حيث سجلت الإحصائيات انخفاضًا لافتًا في عدد الحوادث بنسبة وصلت إلى 40%، بل وحققت المحافظة "صفر حوادث بيك أب" خلال شهري أبريل ومايو، وهو إنجاز لم يكن ليتحقق لولا الحزم في القرار، والدقة في التنفيذ.

شراكة بنّاءة وتمويل ميسّر

لم يكن هذا التحول ممكنًا دون دعم مالي مدروس، حيث أوضح محمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري، أن المبادرة قامت على برامج تمويل ميسّرة، تتيح استبدال سيارات البيك أب بأخرى حديثة تعمل بالغاز الطبيعي، بفائدة سنوية مخفّضة، وأقساط تمتد لـ7 سنوات، في خطوة تحفّز سائقي النقل التقليدي على الاندماج في النموذج الجديد.

تكريم وتحفيز.. وصور لن تُنسى

وسط أجواء احتفالية امتزجت بالفخر، تم توزيع كوبونات وقود وكروت “ميزة” وهدايا رمزية على السائقين المنتفعين، في مشهد إنساني لا يقل روعة عن قيمة المشروع ذاته. وجاءت كلمات الشكر من المنتفعين صادقة، مؤثرة، تحمل بين طياتها اعترافًا بجميل الدولة، وامتنانًا خاصًا لمحافظ لا يتوقف عن العمل من أجل راحة الناس.

خاتمة تليق بمشهد استثنائي

لم تكن مجرد فعالية حكومية، بل مناسبة تاريخية خطّت فيها المنيا أولى خطواتها نحو مستقبل أكثر أمنًا واحترامًا في قطاع النقل. ووسط التصفيق وتبادل الدروع والصور التذكارية، وقفت "المنيا" شامخة تقول للعالم:

"لدينا محافظ يعرف جيدًا أن الكرامة تبدأ من وسيلة المواصلات.. وأن التنمية لا تركب على ظهر بيك أب"