في عمق صعيد مصر، حيث تتشابك جذور الأرض بأصول القبائل، تنبثق قبيلة الفرجاني كأحد أعمدة النسيج القبلي المصري، بتاريخٍ عريق، ومواقف مشرفة، وقيادة حكيمة توارثتها الأجيال. ليست مجرد قبيلة، بل مؤسسة اجتماعية وإنسانية لها حضور قوي في المشهد الوطني والمحلي، خصوصًا في محافظة المنيا، حيث يتجلى ثقلها القبلي في شتى المناسبات والمواقف المصيرية.

الفرجاني.. من ليبيا إلى قلب الصعيد

تعود أصول قبيلة الفرجاني إلى شبه الجزيرة العربية، ثم استقر بهم المقام في برقة بليبيا قبل أن تمتد جذورهم إلى القطر المصري، لا سيما في صعيده، بداية من محافظة المنيا التي أصبحت مركز الثقل الأكبر للقبيلة، ومثل كثير من القبائل العربية، حمل الفرجانيون معهم قيم الكرم والشجاعة والنجدة، وكانوا دائمًا على عهدهم في خدمة الأرض التي احتضنتهم

تاريخ القبيلة.. من المؤسسين إلى الرمز الوطني

يرجع أول من تولّى زعامة القبيلة في مصر إلى العمدة محمد شبيب النبيشي، الذي رسّخ قيم القيادة الحكيمة، واستطاع أن يبني جسور الثقة بين القبيلة والدولة، ويؤسس إرثًا اجتماعيًا ظل محفوظًا حتى يومنا هذا

ثم تسلّم الراية من بعده نجله، العمدة عقيلة محمد شبيب النبيشي، الذي واصل حمل لواء القيادة، وكرّس جهوده للحفاظ على مكانة القبيلة وتعزيز دورها في المجتمع، مقدمًا نموذجًا نادرًا في الحكمة والتوازن بين الأصالة والمعاصرة.

واليوم، تتوحد صفوف القبيلة تحت قيادة العمدة عواد عقيلة محمد شبيب النبيشي، والذي يشغل رئاسة قبيلة الفرجاني على مستوى الجمهورية، وأيضا رئيس لجنة المصالحات في المحافظة، حاملاً على عاتقه مسؤولية الحفاظ على الإرث الكبير، ومكملاً مسيرة الأجداد في خدمة الوطن وأبناء القبيلة.

المنيا.. موطن الثقل وموضع القرار

تتمركز قبيلة الفرجاني في عدة مراكز بمحافظة المنيا، وتمتد امتداداتها في باقي محافظات الجمهورية، وقد أسهم هذا التواجد في جعل القبيلة رقماً صعبًا في المعادلة المجتمعية والسياسية داخل المنيا، حيث تُعد مرجعية في فضّ النزاعات، وإصلاح ذات البين، والدفع نحو الاستقرار.

قبيلة تبني السلم وتطفئ نيران الفتنة

على مدار عقود، لعبت قبيلة الفرجاني دور الوسيط الأمين في حل النزاعات القبلية والعائلية، وكانت تُستدعى في اللحظات الحرجة، حين تتشابك المصالح وتحتدم الخلافات. وكانت كلمات مشايخها ووجهائها بمثابة عهد لا يُرد، تسهم في إخماد الفتن وبناء جسور السلام المجتمعي.

وليس أدل على هذا الدور من التدخلات التي قامت بها القبيلة في مشكلات عائلية وقبلية معقدة، حيث نجحت بفضل رصيدها الشعبي وقيادتها الرشيدة في إنهاء خلافات دامت لسنوات، حقنًا للدماء، وصونًا للكرامة، وتأكيدًا لدورها التاريخي كـ"صمّام أمان" مجتمعي.

دور وطني لا يغيب عن المشهد

لم تكن قبيلة الفرجاني يومًا بمعزل عن قضايا الوطن. فحين نادى نداء الواجب، كانت القبيلة حاضرة، ترفع راية الولاء والانتماء للدولة المصرية، شاركت في دعم الاستقرار، والتصدي لمحاولات الفتنة، والمشاركة في الاستحقاقات الوطنية والسياسية، إيمانًا بأن القبيلة ليست مجرد كيان تقليدي، بل شريك أصيل في بناء الدولة.

بل إن أبناء القبيلة، في مقدمتهم عمدة الجمهورية عواد عقيلة محمد شبيب النبيشي، يحرصون على التفاعل مع الأجهزة التنفيذية، ومساندة جهود الدولة في التنمية، والمشاركة في المبادرات الاجتماعية والاقتصادية، بما يجعل من قبيلة الفرجاني نموذجًا مشرفًا للقبائل الوطنية في مصر.

الفرجاني.. ليسوا مجرد قبيلة

إن قبيلة الفرجاني ليست فقط تاريخًا محفوظًا في الذاكرة، بل قوة حيّة تسري في جسد الوطن، تؤمن أن الشرف في الفعل، والمجد في التراكم، والزعامة في العدل.

في المنيا كما في باقي مصر، يظل اسم الفرجاني عاليًا، يُهمَس به في المجالس باحترام، ويُكتب في السجلات بوقار.