في مشهد إنساني يلامس القلوب، يواصل "مطبخ الخير" في قرية العوايسة بمركز سمالوط بمحافظة المنيا دوره البارز في تقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين خلال شهر رمضان الكريم.

فمنذ بداية الشهر الفضيل، قامت مجموعة من القائمين على المطبخ، بقيادة الحاج محمد عز خفاجي، بتوفير وجبات إفطار يومية للمستحقين من أهالي القرية والقرى المجاورة وبعض المؤسسات، وذلك ضمن مبادرة اجتماعية تطوعية تحمل شعار "معانا يا رب"، في إطار من التعاون والتكافل الاجتماعي.

المطبخ يقدم وجبات إفطار متنوعة تتضمن اللحوم والخضروات والأرز، حيث يتم تحضير الطعام بعناية وحرص على توفير وجبة متكاملة وصحية للأسر الأكثر احتياجًا في القرية. لا يقتصر دور المطبخ على توفير الطعام فقط، بل يسعى القائمون عليه إلى رسم البسمة على وجوه المستفيدين من تلك الوجبات، وتلبية احتياجاتهم في هذا الشهر المبارك.

الحاج محمد عز خفاجي، صاحب المبادرة، يذكر في حديثه أن فكرة إنشاء "مطبخ الخير" جاءت نتيجة للشعور بالمسؤولية الاجتماعية تجاه أهل القرية، حيث لاحظ مع بداية شهر رمضان الكريم احتياج بعض الأسر إلى الدعم والمساعدة في توفير وجبات إفطار لائقة. وعلى الرغم من محدودية الموارد، إلا أن المطبخ استطاع أن يفي بالاحتياجات اليومية لعدد كبير من الأسر، بفضل تضافر جهود جميع القائمين عليه من أهل الخير.

المطبخ يفتح أبوابه يوميًا لإعداد الوجبات وتوزيعها على المستحقين في أجواء يسودها التعاون والتكافل بين أبناء القرية، مع ضمان أن تكون الوجبات صحية وآمنة. وقد لاقت هذه المبادرة تقديرًا كبيرًا من الجميع، خاصةً من الأسر التي استفادت من هذا العمل الخيري، والذي يعكس قيم التضامن الاجتماعي والوحدة في الشهر الكريم.

ومن الجدير بالذكر أن هذا العمل الخيري يساهم بشكل كبير في تخفيف العبء عن الأسر التي تمر بظروف اقتصادية صعبة، ويوفر لهم لحظة من الطمأنينة في ظل التحديات التي يواجهونها، ليكون المطبخ بذلك رمزًا من رموز الخير والعطاء في قرية العوايسة.

وفي الختام، يعد "مطبخ الخير" في قرية العوايسة بمركز سمالوط مثالًا حيًا على ما يمكن أن تقدمه المجتمعات المحلية من أعمال نبيلة، تسهم في بناء مجتمع مترابط وقوي. فبفضل المبادرات الخيرية مثل هذه، يتحقق التكافل الاجتماعي ويظل العطاء مستمرًا، ليُضيء أيام رمضان المبارك بالخير والمحبة.