في لحظة ستبقى محفورة في الوجدان قبل السجلات، تجلت الإنسانية في أبهى صورها على أرض المنيا، حين شارك اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، في عقد قران عروستين داخل مسجد صلاح الدين عقب انتهاء احتفالية العام الهجري الجديد، في مشهد نادر يحمل بين طياته رسالة دعم واحتواء تسبق الكلمات وتفوق التوقعات.

كانت الأجواء مفعمة بروحانية الزمان وقدسية المكان، وامتزجت زغاريد الفرح بدعوات الملائكة، فغمرت السكينة القلوب، واكتست العيون بدموع الامتنان.

لم يكن المحافظ حاضرًا بصفته الرسمية فقط، بل كان أبًا راعيًا، وإنسانًا يشعر بفرحة الناس كأنها فرحته، فكان وجوده بلسما على القلوب، وموقفه نبضًا من الرحمة في زمنٍ قد يفتقد فيه الكثيرون دفء المسؤولية.

إنها ليست المرة الأولى التي يُظهر فيها اللواء عماد كدواني جانبًا إنسانيًا راقيًا يلامس وجدان أبناء المحافظة، بل هي امتداد لنهجٍ يؤمن بأن المسؤول الحقيقي هو من يمد يده للمواطن لا ليمنّ، بل ليجبر، لا ليأمر، بل ليحنو. 

ومثل هذا الموقف النبيل، يفتح أبواب الأمل لكل من ظن أن الدولة بعيدة عن همومه البسيطة، ويؤكد أن الكبار يصنعون الفارق حين يضعون الإنسانية أولاً.

لقد أثبت محافظ المنيا أن المنصب لا يُعرف بما يُكتب في السجلات الرسمية، بل بما يُكتب في قلوب الناس، وفي زمنٍ تقاس فيه النجاحات بالأرقام، أصر اللواء كدواني أن يكون نجاحه بقياس الفرح، وجبر الخواطر، وتكريم البسطاء، فكان نموذجًا حيًّا لما يجب أن يكون عليه رجل الدولة: قريب من الناس، متواضع في حضوره، عظيم في أفعاله.

وبينما خُتم عقد القران بالدعاء، اختُتم الموقف كله برسالة بليغة: أن أجمل ما قد يفعله المسؤول هو أن يكون سببًا في ابتسامة صادقة، وفرحة خالصة، وأمل يُبعث من جديد.