في تصريح مثير للاهتمام أثار تساؤلات كثيرة بين المواطنين، كشف حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين في مصر، عن تراجع أعداد الحمير بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، محذرًا من احتمالية انقراضها إذا استمر الوضع على هذا النحو.

انخفاض أعداد الحمير في مصر إلى 1.8 مليون فقط

بحسب تصريحات نقيب الفلاحين، فإن أعداد الحمير في مصر وصلت إلى نحو 1.8 مليون حمار فقط، وهو رقم أقل بكثير مما كان عليه في العقود الماضية، رغم أن العدد الإجمالي للفصيلة الخيلية (الخيول والبغال والحمير) في مصر يصل إلى حوالي 3 ملايين.

أين ذهبت الحمير؟ الأسباب الحقيقية وراء التراجع

أكد أبو صدام أن هناك عدة عوامل أدت إلى هذا التراجع الخطير، أبرزها:

• ذبح الحمير من أجل جلودها، حيث تُستخدم جلود الحمير في بعض الصناعات مثل مستحضرات التجميل والمواد الطبية، ويُصدَّر جزء كبير منها إلى الخارج، خصوصًا إلى الصين، حيث يُستخدم جلد الحمار في صناعة مادة "إيجياو" الشهيرة.

الاعتماد القليل على الحمير في الزراعة والنقل، بسبب التطور التكنولوجي ودخول الآلات الزراعية الحديثة، مما قلل الحاجة إلى استخدامها كما في السابق.

• ارتفاع تكاليف تربيتها مقابل العائد، إذ أن الفلاحين أصبحوا يفضلون وسائل النقل الأخرى بسبب تكلفتها الأقل وسرعتها الأكبر.

تحذيرات من مخاطر صحية واقتصادية

نقيب الفلاحين حذر من أن هذا الانخفاض قد يؤدي إلى خلل في التوازن البيئي والاقتصادي في الريف المصري، مشيرًا إلى أن الحمير كانت تمثل جزءًا أساسيًا من النشاط الزراعي اليومي في العديد من القرى، وتُستخدم لنقل المحاصيل والأسمدة والمياه.

كما أشار إلى مخاوف من انتشار لحوم الحمير في الأسواق، داعيًا الجهات الرقابية إلى تشديد الحملات التفتيشية على المطاعم ومحال الجزارة، وتغليظ العقوبات على من يثبت تورطهم في بيع أو ذبح الحمير بشكل غير قانوني.

الدولة تتحرك: تنظيم عمليات التصدير

كرد فعل للظاهرة، قامت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بتحديد ضوابط لتصدير جلود الحمير، ومنعت تصدير الحيوانات حية باستثناء ذكور الحمير لأغراض غير غذائية، مع فرض رقابة صارمة على المجازر المعتمدة والتصدير الخارجي.

دعوة لحماية ما تبقى من الحمير

اختتم أبو صدام تصريحاته بالدعوة إلى إطلاق حملات توعية بأهمية الحفاظ على الحمير كمكوّن رئيسي من مكونات الحياة الريفية والزراعية في مصر، مطالبًا الحكومة والمجتمع المدني بدعم الفلاحين وتقديم حوافز لتربية الحمير.