في وقت باتت فيه الثقة بين المسؤول والمواطن عملة نادرة، تطل المنيا، تلك المحافظة العريقة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، على مشهد استثنائي يتجلى فيه معنى القيادة الحكيمة والقدوة الملهمة، ممثلة في شخص اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، الذي لم يكتفِ بأداء الواجب الوظيفي، بل ارتقى بمفهوم المسؤولية إلى فضاء أوسع من العطاء والعمل الإنساني.

لم تكن قرارات المحافظ يوماً حبيسة المكاتب، بل نزلت إلى الميدان، إلى القرى والمراكز، إلى نبض الناس ومعاناتهم، فكان قريبًا من المواطن، منصتًا لهمومه، ومتفاعلاً مع أولوياته، هذا الحضور الصادق أثمر ما يشبه المعجزة الاجتماعية، إذ تحوّل أداء المحافظ إلى شرارة حية أيقظت في أبناء المنيا شعلة الانتماء، فانبثقت المبادرات الشعبية من كل صوب وحدب.

تجلّت تلك الروح في إقامة منافذ مجتمعية لبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، مبادرات أطلقها المواطنون بأنفسهم، لا بتوجيه إداري ولا بضغط مؤسسي، بل بدافع من قناعتهم أن اللواء كدواني يستحق أن يُشارك في حمل عبء التنمية معهم، فكانت هذه المنافذ رسالة شكر حيّة من الأهالي لمحافظهم الذي ما توانى يومًا عن دعم الفئات الأكثر احتياجًا.

لكن ما يدعو للفخر حقًا، أن هذا الحراك الشعبي ألهم حتى كبار رجال الأعمال في الوطن العربي، فقرر أحدهم في خطوة غير مسبوقة من المشاركة المجتمعية المساهمة في رفع كفاءة 500 منزل من منازل أهالي المنيا، بتكلفة تقدر بنحو 100 مليون جنيه، وهو ما يعكس بجلاء أن المحافظة باتت نموذجًا مضيئًا لتحالف الإرادة بين القيادة والمجتمع.

لم يكن هذا التحول وليد الصدفة، بل ثمرة من ثمار رؤية اللواء عماد كدواني الذي آمن أن التنمية لا تُبنى فقط بالقرارات، بل بالتأثير الصادق، بالحضور الميداني، وبأن يكون المسؤول أول من يعطي وأول من يبادر، فجعل من نفسه قدوة، ومن إدارته قصة نجاح تروى، ومن بوابة المنيا، عبورًا نحو تجربة مجتمعية يُحتذى بها.

اللواء عماد كدواني لم يطلب الثناء، ولم يسع يومًا للبريق، لكنه صنع من الإخلاص طريقًا، ومن القدوة أداة تغيير، تحول إلى مصدر إلهام، ليس فقط داخل أروقة الدولة، بل في قلب كل مواطن بسيط رأى فيه تجسيدًا لمعنى المسؤول الذي يحتضن محافظته بعين القائد وقلب الإنسان.

محافظة المنيا اليوم لا تتغير بالمشاريع فقط، بل بما هو أعمق: وهو بمناخ من الثقة والانتماء والتكافل، ومع كل خطوة جديدة، يترسخ في الوعي الجمعي أن التنمية الحقيقية لا تأتي من أعلى فقط، بل من نقطة تلاقي الإرادة الرسمية مع النبض الشعبي.

وفي هذا التلاقي، يقف اللواء عماد كدواني، كما اعتاد، في المنتصف، لا كرمز إداري فحسب، بل كقائد يلهم ويحفز، ويفتح الطريق أمام مستقبل أكثر إشراقًا لأبناء المنيا.