تجسيدًا لمعنى القيادة الواعية والإنسانية الحقيقية، تحوّل قرار اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، بشأن استبدال سيارات الربع نقل (البيك أب) بسيارات ميكروباص إلى نقطة مضيئة في سجل المحافظة الإداري، حيث لاقى هذا التوجه تأييدًا واسعًا من غالبية أهالي المحافظة الذين رأوا فيه بُعدًا إنسانيًا قبل أن يكون قرارًا إداريًا.

منذ اللحظة الأولى للإعلان عن هذا القرار، اتضح أنه لم يكن مجرد إجراء تنظيمي أو تقني، بل جاء نابعًا من قلب مسؤول يشعر بنبض الشارع، ويرى عن كثب حجم المعاناة اليومية التي تواجه المواطنين بسبب انتشار سيارات البيك أب المستخدمة في نقل الركاب، والتي غالبًا ما تفتقر لأبسط معايير السلامة والأمان.

اللواء عماد كدواني لم ينظر إلى الملف بعين الأرقام أو القوانين الجافة، بل تعامل معه كأب يخشى على أولاده، وكإنسان يُقدر قيمة الحياة، فكم من حادث مروري مأساوي حصد أرواح شباب وأطفال ونساء بسبب التحايل على الغرض الأساسي لتلك المركبات؟ وكم من أسرة اكتوت بنار الفقد بسبب مركبة لا تصلح لأن تكون وسيلة نقل آمن؟

محافظ المنيا، بخطوته الجريئة، يكتب صفحة جديدة في تاريخ المحافظة، عنوانها "الإنسان أولاً"، ويثبت أن المسؤول الحقيقي هو من يضع حياة المواطن فوق أي اعتبار آخر، قراره باستبدال سيارات البيك أب بميكروباصات أكثر أمانًا ليس فقط قرارًا إداريًا، بل هو نداء ضمير، ووقفة حازمة أمام ثقافة الاستسهال التي لطالما كانت سببًا في إزهاق الأرواح.

لم يتوقف الدعم الشعبي لهذا التوجه عند حدود التصفيق أو الثناء، بل ترجم الأهالي دعمهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، انطلاقًا من قناعتهم بأن سلامة الراكب هي أولوية يجب أن تُصان.

أهالي قرى ومراكز المنيا، من العدوة شمالًا حتى دير مواس جنوبًا، عبّروا في أحاديثهم عن ارتياحهم الشديد لهذا التوجه، واصفين اللواء عماد كدواني بأنه "محافظ بقلب أب" و"مسؤول ينتمي للناس"، وفي مجالسهم الشعبية، لم تكن تُذكر هذه المبادرة إلا مقرونة بكلمات التقدير والثناء، لما فيها من حرص واضح على أرواح المواطنين، وخاصة الأطفال الذين يذهبون يوميًا لمدارسهم في مركبات تفتقد لأدنى درجات الأمان.

في زمن قلّت فيه النماذج المسؤولة التي تضع المواطن في قلب أولوياتها، يثبت اللواء عماد كدواني أن المنيا محظوظة بقيادة إنسانية راقية، لا تتعامل مع الملفات كأوراق على مكاتب، بل كقضايا حياة يجب أن تُحل بروح المسؤولية والرحمة، ومن هنا، لم يكن مستغربًا أن يلتف أهالي المنيا حوله، مؤيدين ومساندين، فحين يلتقي القرار الحكيم بالنية الصافية، تتحول الإدارة إلى قصة نجاح حقيقية.