في لحظة تجلٍ وطني نادرة، مشى اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، بين سنابل القمح الذهبية، لا كمسؤول رفيع يجوب الحقول من بعيد، بل كمزارع عاشق للأرض، حمل آلة الحش بيديه وشارك الفلاحين حصادهم وكفاحهم الطويل.

كانت الشمس تتوهج فوق رأسه، والعرق يبلل جبينه، لكنه ابتسم تلك الابتسامة الصافية التي لا يعرفها إلا من خبر طين الأرض وعرف معنى أن تزرع الأمل وتحصد الحياة.

لم يكن هذا المشهد مجرد لقطة عابرة أو واجبًا بروتوكوليًا يؤديه المحافظ على عجل، بل كان رسالة بليغة لكل أبناء المنيا ومصر بأسرها: أن الأرض، حين تجد من يحترمها، تهب خيرها بسخاء، وأن المسؤول الحقيقي هو من يحمل هموم شعبه فوق كتفيه كما يحمل الفلاح محاصيله في مواسم الحصاد.

أهالي المنيا الذين شهدوا هذا المشهد الكبير، استقبلوا اللواء كدواني بقلوب ممتلئة بالفخر، فقد رأوا فيه صورة القائد الذي لم يتعالَ على الناس، بل نزل إليهم، عاش معهم تفاصيل يومهم، لامس تراب حقولهم، واستنشق عبير قمحهم.

لم تكن كلمات الشكر وحدها ما خيم على الأجواء، بل امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بموجة واسعة من الإعجاب، حيث تناقل الآلاف صور المحافظ وهو يحصد القمح، مرفقة برسائل إشادة بمواقفه الإنسانية وتواضعه الأصيل.

ولأن القمح ليس مجرد محصول بل رمز للرزق والأمان، جاءت مشاركة المحافظ في حصاده لتؤكد أن دعم الفلاحين ليس مجرد شعارات، بل التزام عملي ومشاركة حقيقية. لقد جسد اللواء عماد كدواني معاني القيادة الحقة، حيث تختلط اليد الرسمية باليد العاملة، وتلتقي إرادة الدولة مع نبض الشعب في الحقل وتحت الشمس.

مشهد المحافظ وسط المزارعين سيبقى علامة مضيئة في ذاكرة المنيا، ودليلًا على أن التنمية ليست قرارات تُكتب خلف المكاتب، بل خطوات تُغرس في الأرض وتُروى بالجهد الصادق.

كل التحية للواء عماد كدواني، الذي كتب صفحة جديدة في كتاب القيادة الوطنية، وأثبت أن الذهب الحقيقي ليس في زخارف المناصب، بل في عرق المزارعين وتواضع القادة.