في زمن يبحث فيه الناس عن الكلمة الصادقة والرأي المتزن، يبرز اسم أحمد الطاهري بوصفه واحدًا من الإعلاميين القلائل الذين استطاعوا الحفاظ على ثقة الجمهور وسط ضجيج الساحة الإعلامية.
لم يكن ظهوره لافتًا فقط بالحضور، بل بالمحتوى، ولم يكن صوته قويًا فقط أمام الكاميرا، بل أقوى في العقول والقلوب.
منذ انطلاقته في بلاط صاحبة الجلالة، أثبت أحمد الطاهري أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة تُمارس بضمير حي وفكر مستني، فلم يتسلق المناصب، بل تدرّج فيها بجهد وتعب، حتى صار اسمًا يرتبط في أذهان كثيرين بالمصداقية والتحليل العميق.
ما يميز الطاهري هو قدرته على الغوص في عمق القضايا، والابتعاد عن السطحية التي أفسدت جزءًا كبيرًا من الإعلام المعاصر، سواء في مقالاته أو برامجه، يتعامل مع المعلومة كأمانة، ومع الجمهور كشريك، لا كمجرد متلقٍ.
حين تولى رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، أعاد لها رونقها المهني بأسلوب عصري، منح المجلة دفعة جديدة وأعاد ربطها بجمهورها التاريخي، وفتح أبوابها أمام الشباب ليكونوا جزءًا من صناعة محتواها، في تجربة تحريرية يُحسب لها النجاح والتأثير.
أحد أبرز محطات أحمد الطاهري في الإعلام كانت تقديمه برنامج "كلام في السياسة"، حيث برع في تقديم محتوى سياسي تحليلي هادئ ومتوازن، استطاع من خلال البرنامج أن يجعل السياسة أقرب للجمهور العادي، ويفتح نافذة للحوار العميق بعيدًا عن الاستقطاب والصخب الإعلامي المعتاد.
قدم الطاهري نموذجًا مختلفًا للحوار، يجمع بين احترام الضيوف وطرح الأسئلة الصعبة بشكل مهني دون تهجم أو تهوين، مما أكسب البرنامج ومقدمّه قاعدة جماهيرية كبيرة وثقة عالية في أوساط المتابعين.
لم تكن لقاءاته مع كبار المسؤولين مجرد مقابلات صحفية، بل كانت جلسات فكرية تُدار بحرفية عالية، يطرح فيها الأسئلة الدقيقة، ويمنح الضيف مساحة للإجابة دون مقاطعة أو استعراض، فبأسلوبه الهادئ، حوّل الطاهري الحوار السياسي إلى مساحة للفهم لا للمزايدة.
رغم تعدد منصاته، ظل أحمد الطاهري متمسكًا بخط واحد: إعلام مسؤول يحترم العقول ولا يساير العواط، لم ينجرف خلف الإثارة، ولم يُغيّر نبرته بحسب الموجة، بل حافظ على اتزانه وسط الضغوط، ليصبح نموذجًا يُحتذى في المهنة.
في كل ظهور له، يعيد أحمد الطاهري التأكيد على أن الإعلام لا يُقاس بعدد المشاهدات فقط، بل بمستوى التأثير الحقيقي والقدرة على صناعة رأي عام ناضج، لذلك، أصبح اسمه يرتبط بالاحتراف والثقة، لا بالمواقف العابرة أو الصراعات الزائفة.
في الختام يمكننا القول أن أحمد الطاهري هو أكثر من مجرد صحفي أو إعلامي ناجح، بل هو تجربة متكاملة تُلهم، وصوت نقي وسط ضجيج التشويش، ومثال حي على أن النجاح المهني لا يحتاج إلى صراخ، بل إلى فكر وصدق وضمير.
منذ 12 ساعة تقريباً
منذ 13 ساعة تقريباً
منذ يومين
منذ 4 أيام
منذ 4 أيام
(الأول نيوز) ، هو موقع إخباي شامل، يصدر عن شركة الأول للنشر والخدمات الإعلامية، ومقره محافظة المنيا جمهورية مصر العربية.
البريدالإلكتروني الخاص بنا: alawwalalawl@gmail.comالهاتف: الهاتف: 01110380234