زار الرئيس عبدالفتاح السيسي، مدينة نيودلهي عاصمة جمهورية الهند، تلبية لدعوة رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” للمشاركة كضيف شرف في احتفالات الهند بيوم الجمهورية، والذي يوافق اليوم الذي بدأ فيه العمل بدستور جمهورية الهند عام ١٩٥٠”.
وعقد الرئيس، اليوم الأربعاء، في نيودلهي، إجتماعًا مع رؤساء كبرى الشركات الهندية ورجال الاعمال الهنود، بمشاركة وزير التجارة والصناعة بجمهورية الهند، إلى جانب عدد من كبار المسئولين الهنود وممثلي الجهات الحكومية المعنية المختلفة وكبرى الاتحادات والغرف التجارية والصناعية في الهند، وبحضور وزراء الخارجية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ورحّب الرئيس بأعضاء مجتمع رجال الاعمال والتجارة في الهند، مؤكدًا حرص مصر على المزيد من تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع الشركات الهندية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في مصر، وذلك في إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.
وأشاد السيسي، بالتطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خلال الفترة الماضية، موضحاً سيادته في هذا الصدد ما توفره المشروعات العملاقة الجاري تنفيذها فى مصر من فرص استثمارية متنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، والذى يتضمن عدداً من المناطق الصناعية واللوجستية الكبرى، وهو ما يوفر فرصاً واعدة للشركات الهندية الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، التي تربطنا بالعديد منها اتفاقيات للتجارة الحرة، لاسيما في المنطقتين العربية والأفريقية.
وقال الرئيس، إن الصمود والصلابة التي أظهرها الاقتصاد المصري مؤخراً في القطاعات التنموية المختلفة، إنما تعكس الإرادة القوية لدى الدولة، على تحقيق التنمية المستدامة، مشيراً سيادته إلى أن علاقات الصداقة المتميزة بين البلدين هي المظلة الحقيقية لدعم جهود تطوير التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية المختلفة من خلال توافر الإرادة السياسية اللازمة لذلك، مع استعداد مصر لتحقيق التكامل الصناعي مع الشركات الهندية وتعزيز نموها من خلال تأسيس شراكات ناجحة تقوم على توطين الصناعات.
من جانبهم، أعرب وزير التجارة ورجال الأعمال الهنود عن سعادتهم بلقاء السيسي في هذا الحدث الهام، حيث تمثل المائدة المستديرة المصرية الهندية للأعمال فرصة كبيرة لتعزيز أواصر الصداقة بين البلدين، مؤكدين تطلعهم لبحث إمكانات تعظيم التعاون الثنائي، خاصةً مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، لاسيما في قطاعات الصناعات الدوائية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الدفاعية، والبنية التحتية، والبترول والغاز الطبيعي، والكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة، فضلاً عن استغلال المزايا التي تمنحها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى جانب تعزيز التبادل التجاري بين البلدين في المنتجات الزراعية.
وشهد اللقاء حواراً مفتوحاً مع كبار رجال الأعمال الهنود، والذين أكدوا ترحيبهم بتكثيف التعاون مع مصر لتحقيق المصالح المشتركة للجانبين، مع استعراض خططهم للاستثمار فى مصر، والتشديد في هذا الصدد على أهمية تعزيز التواصل بين ممثلي القطاع الخاص في البلدين لتشجيع الشركات الهندية الرائدة على تعزيز استثماراتها واستكشاف فرص جديدة للاستثمار ومواصلة دفع الحراك الاقتصادي في مصر، فضلاً عن دفع العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية إلى آفاق أرحب تتلاقى مع طموحات الشعبين.