ما وراء العالم… كل ما تريد معرفته عن «الميتافيرس»
كتب-أحمد وجيه:
أعلن مارك زوكربيرغ مؤسس شركة فيس بوك نهاية عام 2019 تغيير أسم شركته لتصبح بإسم «Meta»، مطلقا بذلك منصة العالم الافتراضي المعرفة بإسم الميتافيرس، وهو ما تفاجأ به مستخدموا موقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك” خاصة في ظل ما تحمله تلك المنصة من مخاطر على عقول البشر.
يظن رواد التواصل الاجتماعي فيس بوك أن عالم الميتافيرس جاء وليدا للحظة أو تماشياً مع ابتكارات شركة ميتا المالكة للفيس بوك، لكن حقيقة الأمر أن هذا العمل جاء وفقاً لتخطيط استمر ٣٠ عام أو أكثر.
فقد ظهر مصطلح الميتافيرس ويعني ماوراء العالم عام ١٩٩٢ عبر رواية “snow crash” أو تحطم الثلج للكاتب نيل ستيفنسون، حيث يتفاعل البشر داخل الرواية مع شخصيات غير موجودة في فضاء ثلاثي الأبعاد.
بدء التطبيق فعليا عام ٢٠٠٣ عبر ألعاب الفيديو المتصلة بالإنترنت بتقديم ألعاب ثلاثيه الابعاد مدخلة وسائل التواصل والدردشه، وصفتها منصة «second life”» بأنها أول تجربه للميتافيرس وكان أشهرها لعبة ماين كرافت التي تحاكي العالم الاجتماعي الحقيقي.
واصل عالم الميتافيرس تطوره إلي أن وصل لتقديم أعمال فنية كتأليف الكوميكس وتطوير نظم الواقع الافتراضي في الألعاب بتجميع عشرات اللاعبين من مختلف الدول في عالم افتراضي عبر الإنترنت ونظارات الـ VR، حتى وصلنا إلى ما تم الإعلان عنه بصنع الإنسان حياته الخاصه بشكل كامل عبر الميتافيرس.
وكشف الدكتور حمزه سعد أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة زايد بالإمارات مخاطر هذا العالم الافتراضي، تحت عنوان “الجانب المظلم للميتافيرس” مشددا أنه سيحظى بالمخاطر الشديدة خاصة في ظل سهولة أدواته ورخص سعرها في المستقبل القريب.
وشرح “سعد” أبرز المخاطر التي ستهدد عقل واستقرار البشر من هذا العالم الافتراضي عبر النقاط التالية:-
1-انتهاك لا محدود للخصوصية: يمكن أن تفتقر منصات Metaverse إلى ضوابط الخصوصية الضرورية وحماية المستخدم التي تستخدمها الأنظمة غير المتصلة عادةً، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تصبح metaverse حقل ألغام من عمليات الاحتيال المحتملة والمعلومات المضللة وهجمات التصيد الاحتيالي التي يمكن أن تعرض المستخدمين لخطر سرقة الهوية والاستغلال المالي.
2-عدم وجود حساب في العالم الحقيقي: نظرًا لوجود المستخدمين بشكل مجهول في metaverse، فمن الصعب معاقبه السلوك المعادي للمجتمع، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاركة المستخدمين في أنشطة مثل التسلط عبر الإنترنت والتصيد والاحتيال التي قد لا يكون لها نفس مستوى الحساسية كما هو الحال في العالم الحقيقي.
3-‘دمان عالم metaverse والانفصال عن عالم الواقع: يمكن أن تكون البيئة metaverse مستهلكة للغاية، حيث يصبح العديد من المستخدمين مدمنين على الهروب من الشخصيات الخاصة بهم ونسيان إلتزاماتهم في العالم الحقيقي، ويمكن أن تؤدي حساسية metaverse أيضًا إلى إزالة حساسية المستخدمين من الموضوعات والسلوكيات المثيرة للجدل التي قد لا تكون مقبولة في العالم الحقيقي.
4-المحتوى غير المناسب والمواد غير الأخلاقية والعنيفة: في حين أنه قد تم إنشاء metaverse مع مجموعة واسعة من النوايا الإيجابية، إلا أنه لا يزال موطنًا لثروة من المحتوى غير المناسب، بدءًا من المواد الفاضحة أو الجنسية إلى المحتوى العنيف بيانياً، ويمكن أن يؤدي ذلك بسهولة إلى تعريض الأطفال وغيرهم من المستخدمين المعرضين للخطر للمواد التي قد لا يتمكنون من الوصول إليها في مكان آخر أو يجب حمايتهم منها حتى يتم إعلامهم بشكل أفضل وإدراكهم الكامل لأخلاقهم وخياراتهم.