سراديب تونا الجبل .. مدينة أثرية تحت الأرض | صور
سراديب تونا الجبل، حيث يبدو أن أهمية منطقة تونا الجبل الأثرية الواقعة جنوب غرب محافظة المنيا بصعيد مصر ، لم تقف فقط عند المقابر الأثرية التي جرى إكتشافها على مدار الـ 86 عامًا الماضية، منذ بداية اكتشاف آثار المنطقة عام 1937 ميلادية ، بل أن باطنها أيضًا يحتوي على الكثير من المعالم الأثرية، والتي أهمها هي “السراديب” والتي تغطي مساحة كبيرة أسفل المنطقة تتخطى الـ 4 كيلو مترات.
جبانة المعبود تحوت ، أو سراديب الطائر توت المقدس ، أو سراديب الكاهن عنخ حور ، أو السراديب الغامضة، .. جميعها ألقاب حصلت عليها سراديب تونا الجبل ، بسبب ما تحكيه تلك السراديب الأربعة من تاريخ أثري، وأسرار تعود إلى آلاف السنين.
شاهد أسرار سراديب تونا الجبل
“الأول“، قطع مسافة نحو 80 كيلو متر ، جنوب غرب مدينة المنيا، وتحديدًا المنطقة الغربية لمركز ملوي ، ورصدت ما تحويه تلك السراديب الأربعة، وما يميز كل واحد منهم ، بحسب أثريين في المنطقة.
“السراديب الأربعة بمثابة مدينة كاملة تحت الأرض تقدر بمساحة تصل لنحو 4 كيلو متر في جميع الاتجاهات”، بهذه الكلمات بدأ احد الأثريين في المنقطة والذي طلب عدم ذكر اسمه حديثه لـ الاول، حيث أوضح أنه جرى تخصيص تلك السراديب لدفن الحيوانات المقدسة (أبو منجل ، وأبو قردان ، وقرد البابون، والطائر الأيبس، المعروف بمالك الحزين ) وجميعها تُعد رموز المعبود تحوت أو توت.
التحنيط داخل سراديب تونا الجبل
وأضاف المصدر ، أنه كان يتم تحنيط تلك الحيوانات داخل توابيت (خشبية أو حجرية أو فخارية) بغرفة خاصة خارج أعلى السرداب رقم 3 وتدفن كقرابين للإله مثلها كمثل إضاءة شمعة بقبور الصالحين أو بالكنائس الآن بمفهومنا الحديث.
ووصف المصدر حال السراديب الأربعة ، موضحًا أن السرداب الأول، خُصص للطائر “توت” المقدس “أبيس” أبو منجل وبعض الطيور الأخرى ومنها الصقر، وليس في هذا السرداب أثر للقرد، والسرداب الثاني هو الأوسع، تتخلله طرقات طويلة تنتشر متقاطعة في جميع اتجاهاته وتشكل انحناءات لم تكن متوقعة، والسرداب الثالث يعتبر من أهم الآثار الموجودة وتتحدد مكانته من كثرة ذخيرة التقديس به، ففيه كانت تنتظم ندوات المجتمعين من كهنة “توت” بداخل غرفة بها مقصورة داخلها مومياء لقرد البابون أمامها مائدة لتقديم القرابين وعن يساره بالغرفة تمثال لقرد البابون.
وأكد المصدر ، أن أكثر ما يميز السراديب هو تواجد تابوت الكاهن “عنخ حور” كاهن المعبود تحت داخل السرداب الرابع، ويرجع للأسرة السادسة والعشرون حوالي 700 عام ق . م، ويزن غطاء التابوت فقط حوالي 8 طن وهو من أحجار منطقة طهنا الجبل بالمنيا ونقل عن طريق النيل إلى تونا الجبل، حتى تم وضعه داخل أحد السراديب داخل تونا الجبل.
يُذكر أن أن منطقة تونا الجبل تحتوي على العديد من المعالم الأثرية التي ميزتها وعُرفت بها على مستوى العالم، وتأتي من أهمها مقبرة بيتوزيرس ومقبرة ايزادورا، وجبانة المعبود تحوت أو السراديب والساقية الرومانية، ولوحة حدود مدينة إخناتون، وهي أفضل اللوحات التي حفظت حدود المدينة، ونحتت في أحد صخور المنطقة قبل مدخل جبانة “تونة الجبل” صور عليها إخناتون ونفرتيتي وبناتهما يتعبدون للإله آتون.