روحانيات حي السيدة زينب في رمضان.. مدد يا آل البيت
تزخر مدينة القاهرة بالعديد من المقامات الشريفة، التي يتوقف عندها التاريخ ليروي نفسه للأجيال. من أهم هذه المقامات، مسجد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، وفاطمة بنت محمد- صلى الله عليه وسلم-، بأحد أعرق الأحياء الشعبية بالقاهرة، الذي يحمل اسم هذه السيدة الطاهرة ويستعرض موقع “الاول” حكاية هذا المسجد وكيف وصلت السيدة زينب إلى هذا المكان .
وتعتبر منطقة السيدة زينب بالقاهرة من أهم الأحياء الشعبية هناك، فزيادة على المسجد المعروف، بالمنطقة بنايات ومنازل قديمة، بطراز تنبعث منه رائحة الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي المجيد بمصر..
ويستعرض موقع الأول نيوز السيرة الذاتية للسيدة زينب بنت الامام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واخت سيدنا الامام الحسن وسيدنا الإمام الحسين .
مسجد «السيدة زينب»
يعد مسجد السيدة زينب في القاهرة هو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة عاصمة مصر ، ويقع مسجد وضريح السيدة زينب في حي السيدة زينب بالقاهرة حيث أخذ الحي اسمه من صاحبة المقام الموجود في داخل المسجد ، وهو يتوسط الحي ويعرف الميدان المقابل للمسجد أيضا بميدان السيدة زينب.
ويعتبر الحي الذي يقع فيه المسجد من أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة حيث يكتظ بالمقاهي ومطاعم الأكلات الشعبية واعتاد أهل القاهرة خصوصا في رمضان الذهاب إلى مقاهي هذا الحي وتناول وجبات السحور خصوصا هناك.
ومن أشهر معالم هذا الحي بجوار مسجد السيدة زينب أيضا شارع زين العابدين وهو شارع موازي للمسجد ويعد من أكبر الشوارع التجارية في القاهرة.
صاحبة المسجد
المشهور أن المسجد مبني فوق قبر السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب وأخت الحسن والحسين حيث يروي بعض المؤرخين أن زينب رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء ببضعة أشهر واستقرت بها 9 أشهر ثم ماتت ودفنت حيث المشهد الآن.فهو مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب ويعتبره الكثيرون من أهم المزارات الإسلامية بمصر.
تاريخ المسجد
ويروى موقع الاول تاريخ المسجد حيث أنة لا يعرف على وجه التحديد متى تم إنشاء المسجد أعلى قبر السيدة زينب فلم تذكر المراجع التاريخية سوى أن وإلى مصر العثماني على باشا قام سنة 951 هـ/1547م بتجديد المسجد ثم أعاد تجديده مرة أخرى الأمير عبد الرحمن كتخدا عام 1171 هـ/1768م ، وفي عام 1940م قامت وزارة الأوقاف بهدم المسجد القديم تماما وأقامت المسجد الموجود حاليا وبالتالي فالمسجد ليس مسجل كأثر إسلامي. وكان المسجد وقتها يتكون من سبع أروقة موازية لجدار القبلة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة، وفي الجهة المقابلة لجدار القبلة يوجد ضريح السيدة زينب رضي الله عنها محاط بسياج من النحاس الأصفر ويعلوه قبة شامخة. وفي عام 1969 قامت وزارة الأوقاف بمضاعفة مساحة المسجد.
مكانة المسجد
يحتل المسجد مكانة كبيرة في قلوب المصريين ويعتبر الكثيرون خصوصا من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة أن زيارته شرف وبركة يدعون الله أن ينالونها. ويعتبر المسجد مركز من مراكز الطرق الصوفية ومريديها. وفي كل عام في شهر رجب يقام مولد السيدةزينب حيث يتوافد آلاف من البشر على ميدان السيدة زينب وتقام احتفالات ويتغير شكل المنطقة تماما لبضعة أيام.
القاب «السيدة زينب»
1 – أم هاشم:
لأنها حملت لواء راية الهاشميين بعد أخيها الأمام الحسين، ويقال لأنها كانت كريمة سخية كجدها هاشم، الذي كان يطعم الحجاج، فكانت مثله، تطعم المساكين والضعفاء، ودارها كانت مأوى لكل محتاج.
2 – صاحبة الشورى:
فقد كان أبوها وأخواتها يستشيرونها، لصواب رأيها وحكمتها.
3 – عقيلة بني هاشم:
ولم توصف سيدة في جيلها أو غيره أو في آل البيت بهذا اللقب إلا السيدة زينب.
4 – الطاهرة:
فقد أطلقه عليها أخوها الإمام الحسن عندما قال لها “أنعم بك يا طاهرة، فقد شرحت حديث رسول الله الحلال بين والحرام بين”.
5 – أم العزائم:
فكانت تكنى عند أهل العزم بأم العزائم، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
6 – أم العواجز:
عندما شرفت مصر بقدومها فقد ساعدت العجزة والمساكين.
7 – رئيسة الديوان:
وعندما قدمت مصر كان الوالي وحاشيته يأتون إليها وتعقد لهم بدارها جلسات للعلم فيتفهموا الأمور الدينية في ديوانها وهي رئيسته.
8 – السيدة:
وهذا اللقب إذا أطلق بدون اسم زينب يعرف أن المقصود به السيدة زينب دونها عن أخريات من آل البيت، فهي الوحيدة المتفردة من آل البيت بهذا اللقب، فإذا ذكرت أي سيدة أخرى لا بد من أن يذكر معها اسمها كالسيدة نفيسة والسيدة عائشة والسيدة فاطمة النبوية، ممن دفن وشرف تراب مصر بهن، أما إذا أطلق لفظ “السيدة” فقط فهي ولا شك سيدتنا زينب حفيدة سيدنا وحبيبنا محمد، صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء ذكر مسجد السيدة زينب في رواية الروائي المصري المشهور يحيى حقي”قنديل أم هاشم”. تحدثنا الرواية عن شاب ريفي جاء في صغره هو وعائلته الريفية إلى القاهرة وسكنوا بالقرب من مشهد السيدة. ومحور الرواية يدور حول طرق معالجة مرض العيون عند أهالي الحي ، فأكثرهم كانوا يتعالجون عن طريق استخدام زيت القنديل الذي كان يشعل داخل المشهد وفوق ضريخ السيدة . وللرواية معاني كثيرة، ولكنها توضح مكانة هذه المسجد ، حتى كانوا يتباركون بالزيت.